<P class=article_content>
محمد أمزيان إذاعة هولندا العالمية/ 'لمن ينتمي محمد؟ للعالمين. هو بالتأكيد نبي المسلمين، ولكنه بالنسبة للآخرين يعتبر شخصية تاريخية أو أسطورة. يمكن رسم محمد كما نرسم المسيح أو نابليون أو زورو'. هكذا بدأت صحيفة شارلي إيبدو الساخرة التعريف بمنتوجها الجديد وهو عدد خاص يحمل عنوان: 'حياة محمد - الجزء الأول: بدايات نبي'، والذي طرح للبيع في الأسواق بدءا من الأربعاء الثاني من يناير الجاري بسعر 6 يورو.
مجانين الله‘
بررت شارلي إيبدو تجسيد شخصية الرسول في رسوم كاريكاتيرية بكونها تهدف أساسا إلى 'السخرية من الفكرة التي يكونها المتطرفون، أو قل إننا نوظف محمد لمعاكسة (صورته) أمام المتشددين المسلمين'. تضيف الصحيفة التي أثارت ضجة كبرى في العالم الإسلامي في العام 2006 عندما أعادت نشر الرسوم الدينماركية التي مثلت محمد على شكل إرهابي يحمل قنبلة موقوتة تحت عمامته.
نظرة من تصفهم الصحيفة بـ 'مجانين الله' على أية حال هي التي 'تحدد طريقتنا في تخيل محمد. ينبغي علينا قول الحقيقة: نحن لا يعرف محمد. في الغرب يستطيع كل واحد استظهار فترات من حياة المسيح، ولكن من يستطيع استظهار ولو جزء واحد من حياة محمد'؟
وتتساءل الصحيفة في معرض تقديمها لمشروعها الجديد: 'هل هذا أمر طبيعي في بلد كفرنسا حيث الإسلام فيها في المرتبة الثانية بين الاديان'؟
اعتمدت الصحيفة في إنتاج هذه السلسلة الكارتونية على الرواية التاريخية الإسلامية 'دون إضافة أية سخرية' بحسب الصحيفة. 'إذا ظهر بالنسبة للبعض أن الشكل فيه ازدراء للدين، فإن العمق حلال طيب'، يختم رسام وكاتب السلسلة الرسام شارب.
مشاركة مغربية
شاركت في إنتاج هذا العدد الخاص زينب الغزوي، الناشطة المغربية والعضو المؤسس لحركة مالي‘ (الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية)، وهي الحركة التي دعت في الأعوام الماضية إلى الإفطار العلني في المغرب. تعد زينب الغزوي الحاملة للجنسيتين المغربية والفرنسية واحدة من الوجوه الشابة التي حظيت باهتمام واسع من قبل الصحافة العالمية عندما دعت سنة 2009 مع حفنة من أصدقائها إلى 'حق' الإفطار العلني وتعرضت بسبب ذلك لمضايقات من قبل السلطات المغربية ومنعتها لفترة من مغادرة التراب المغربي، قبل أن تعود لفرنسا وتحل ضيفة على منتديات سياسية وحقوقية وإعلامية.
وبحسب موقع 'يا بلادي' الصادر بالفرنسية، فإن زينب الغزوي بدأت منذ فترة في التعامل مع شارلي إيبدو باعتبارها متخصصة في 'سوسيولوجيا الأديان'. وحينما تعرضت شارلي إيبدو للهجوم في شهر سبتمبر من السنة الماضية في أعقاب نشرها لرسوم كارتونية تمثل شخص الرسول، انبرت الغزوي للدفاع عن الصحيفة قائلة: 'أنا أعمل مع شارلي لاعتقادي أنها صحيفة مناهضة للمؤسسة الدينية وعلمانية ولا دينية ومناهضة للعنصرية، وهذا ما يتماشى تماما مع مبادئي'.
نص قرآني
وفي حوار أجرته هذه الصحيفة الساخرة التي درجت على السخرية من الدين ورجال الدين عامة، أكد الفيلسوف عبد النور بيدار المتخصص في الإسلام أن القرآن لا يحتوي على 'نص صريح بخصوص الصور'، وهذا عكس ما يصرح به الإنجيل وخاصة في سفر الخروج. تحريم التصوير في نظر هذا الفيلسوف تستند إلى تفسير ميتافيزيقي لفكرة التنزيه.
' يريد الإسلام تأكيد التنزيه تنزيه الله والقرآن والنبي بطريقة جذرية لدرجة أن كل محاولة لتشخيص محمد تتهم مسبقا بكونها عملية تشييد 'نموذج' (آيدل)، وهذا يعني صورة تدعي إحلال بديل 'مادي' و 'محسوس' محل شخص بوأه الإيمان مكانة 'فوق' كل ما يمكن تخيله عنه'.
بالنسبة لشارلي إيبدو فإن 'حياة محمد' لا يهدف إلى 'الإثارة' بقدر ما يهدف إلى التعريف بحياة نبي المسلمين. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أوضح الرسام شارب أن فكرة نشر سلسلة عن حياة محمد بدأت سنة 2006 حينما أعادت شارلي إيبدو نشر الصور الدينماركية. 'بدأنا مع محمد من الجانب الخطأ. فقبل أن تسخر من أحد عليك التعرف عليه أولا'.