موضوع: الأمن في القرآن الكريم الجمعة يناير 25, 2013 8:04 pm
الأمن فيالقرآن الكريم إن نعم الله علىعباده كثيرة لا تحصى، ويمتن الله على خلقه بما شاء منها، ولا ريب أن ذكر النعمةالمعينة في معرض الامتان لدليل على مكانة تلك النعمة، ولما لها من أهمية في حياةالبشرية. وقد أمتن الله علىعباده بنعمة الأمن وذكرهم بذلك في العديد من آي القرآن العظيم في أكثر من موطن،نذكر شيئاً من ذلك على سبيل التمثيل.
لقد امتن الله على عباده بنعمة الأمن في غزوة أحد حيث ذكرهم بتلكالنعمة في ذلك الموطن الصعب الذي احتاجوا فيه للراحة والطمأنينة.
قال تعالى: {ثم أنزلعليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم...} [آل عمران: 153].
قال العلامة ابن كثيرالشافعي- رخمه الله-: «يقول تعالى ممتناً على عباده فيما أنزل عليهم من السكينةوالأمنة، وهو النعاس الذي غشيهم، وهم مُسْتَلئمون السلاح في حال همهم وغمهم،والنعاس في مثل تلك الحال دليل على الأمان».
وقال عبدالرحمن بن سعدي –رحمه الله-: «ثمّ أنزلعليكم من بعد الغم» الذي أصابكم «أمنة نعاساً يعشى طائفة منكم»، ولا شك أن هذه رحمةبهم وإحسان وتثبيت لقلوبهم وزيادة طمأنينة؛ لأنّ الخائف لا يأتيه النعاس، لما فيقلبه من الخوف، فإذا زال الخوف عن القلب أمكن أن يأتيه النعاس، وهذه الطائفة التيأنعم الله عليها بالنعاس، هم المؤمنون الذين ليس لهم إلا إقامة دين الله، ورضا اللهورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين».
وقال -تعالى-: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهمالأمن وهم مهتدون}[الأنعام:82].
أي: الذين آمنوا بالله –تعالى- ولم يخلطوا إيمانهم بالشرك، فأولئكلهم الأمن من الخوف والعذاب، والمشقة، والشقاء، والهداية إلى الصراط المستقيم، فإنلم يخلطوا إيمانهم بشرك وظلم لا بشركٍ ولا بمعاصٍ، حصل لهم الأمن العام والهدايةالتامة وإن كانوا لم يخلطوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنّهم يعملون السيئات، حصل لهمأصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها، فهذا منطوق الآية، ومفهومها: أنالذين لم يحصل لهم الأمران لم يحصل لهم هداية ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء.
ولقد ذكَّر الله الأممبما مَنَّ من نعمة على أهل الحجر وهم قوم صالح، فمع ما أنعم الله به عليهم من نعمةالمسكن والأمن ومع ذلك كذبوا المرسلين.
قال -تعالى-: {ولقد كذّب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنافكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين} [الحجر:80-82].
فمعنى الآيات «وكانوا» من كثرة إنعام الله عليهم، «ينحتون من الجبال بيوتاً» من المخاوف مطمئنين فيديارهم، فلو شكروا النعمة وصدَّقوا نبيهم صالحاً -عليه السلام-، لأدرَّ الله عليهم الأرزاق، ولأكرمهمبأنواع من الثواب العاجل والآجل . .».
وفي قصة موسى -عليه السلام- يبيّن الله كيف مَنَّ على موسى بالأمنوأذهب عنه الخوف لما أمره بأن يلقي عصاه، ليعلم أنها آية؛ وليستعد لتحدي سحرةفرعون.
فقال -تعالى- مخاطباً موسى {وأن ألْقِ عصاك فلمّا رآها تهتزُّ كأنّها جانٌّ ولّى مدبراً ولميُعقّب يا موسى أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين} [القصص:31].
فقد أمره الله –تعالى- بأن يُقْبِل ولا يكون خائفاً فقال له: «ولا تخف»، ولكن قد يُقبل وهو غير خائف، أي: يقبل مع احتمال عدم حصول الوقاية والأمن له، فبشره -سبحانه- بذلك فقال له: «إنك منالآمنين»، حينها ذهب الخوف والمحذور، وأقبل وقد ازداد إيمانه.
وامتنّ الله -تعالى- على قوم سبأ أو مملكة سبأ وأهلها بعديد من النعم منها: أمن الطريق بين القُرىوالأماكن، مع وضوح الطريق برؤية القرى.
قال -تعالى-: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قُرىًظاهرةً وقدّرنا فيها السّير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين} [سبأ:18].
قال العلامة ابن كثيرالدمشقي الشافعي -رحمه الله- في شرح هذه الآية: «يذكر –تعالى- ما كانوا فيه منالغِبْطة والنعمة، والعيش الهني والرغيد، والبلاد الرخية، والأماكن الآمنة والقرىالمتواصلة المتقاربة بعضها من بعض . . .».
فمعنى قوله –تعالى- {قرى ظاهرة} أي: بينة واضحة،يعرفها المسافرون، يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى.
وقوله -تعالى-: {سيروا فيها ليالي وأيّاماً آمنين}؛أي: الأمن حاصل لهم في سيرهم ليلاً ونهاراً.
فتأمل نعمة الأمن، كيف يمتنّ الله بها على الخلق منذالقدم، حيث تسافر أنت وأهلك آمناً مطمئناً، بخلاف إذا ما ذهب الأمن، وتجمع مجموعةممن يدعون الدعوة ونصر الدين في أماكن يرصدون فيها عامة الناس فيقتلونهم في الطرق،والحافلات لا يميزون الطفل من البالغ، ولا الذكر من الأنثى؛ لأجل تحقيق مطالبهم،فما ذنب الأبرياء؟!
ولقد مَنَّ الله –تعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بنعمة دخول المسجد الحرام وهو آمن مع أصحابه ، فتأمل هذه الآية {لقد صدق الله رسولهالرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين . . .} [الفتح:27].
قوله: «آمنين» أي: آمنين في حال دخولكم.
فالله –سبحانه- لم يبشر نبيه بدخول المسجد الحرام وبفتح مكة فقط،مع أن هذه نعمة كبيرة لكن أضاف لهم بشرى أخرى مهمة، وهي نعمة الأمن، أي: تدخلون حالكونكم آمنين.
فإلى منيزعزعون الأمن في بلاد الحرمين ألم تطرق أسماعكم هذه الآية يوماً، فإن الحرمين ومايحيط بهما من أكثر الأماكن أمناً، هكذا ينبغي أن يكون الحال؛ لكي يقصد الناس مكةوالمدينة بأمن وأمان، ويؤدون ركناً من أركان الدين وهو الحج بأمان، ويصلون فيالمسجد الحرام والمسجد النبوي بأمن وأمان، فالويل لمن يحرم الناس من هذه النعم،وينبغي الإلحاد في الحرم بالفساد، والقتل، والتفجير، والاغتيال.
صدى الحرمان كبار الشخصيات
الدوله : التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2012
موضوع: رد: الأمن في القرآن الكريم الإثنين يناير 28, 2013 10:04 pm